مقالات متنوعة

تركستان الشرقية التي أصبحت إقليم شينجيانغ

تقع تركستان الشرقية، موطن مسلمي الإيغور، في وسط آسيا، وقد وصل الإسلام إلى تركستان مبكرًا، وترى بعض المصادر أن بداية وصول الإسلام إلى تركستان كانت في خلافة عثمان بن عفان، على يد الصحابي، الحكم بن عمرو الغفاري، بيد أن مرحلة الوجود الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان على يد قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي تمكّن من السيطرة على ربوع تركستان، ونشر الإسلام بين أهلها في الفترة من 83هـ- 702م إلى 94هـ- 712م.
وتوطد الإسلام في تركستان الشرقية، سنة 322هـ- 934م، بعدما اعتنق حاكم الإقليم الخان ستاتول بوجرا الإسلام، وأسلم بإسلامه معظم السكان، وبمرور الوقت أصبح شرق تركستان مركزًا رئيسيًّا من مراكز الإسلام في آسيا.

ودارت الأيام دورتها حتى استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة 1174 هـ- 1760م، بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقتلت القوات الصينية وقتها مليون مسلم، واتبعت الصين سياسة استيطانية في تركستان الشرقية؛ إذ عملت على نقل كتل بشرية صينية إلى هذه المنطقة. فثار مسلمو الأيغور مرات عديدة، منها: «ثورة جنقخ» سنة 1241هـ- 1825م، واستمرت سنتين، ولم تهدأ ثورات المسلمين طوال 100 عام، منها: ثورة سنة 1272هـ- 1855م، التي استمرت 20 عامًا، بقيادة يعقوب بك، وسجلت أحداثها في كتاب من 330 جزءًا.

وتمكن مسلمو الإيغور بعدها من الاستقلال بتركستان الشرقية سنة 1282هـ- 1865م. ثم هاجمتها الصين واحتلتها مرة أخرى سنة 1292هـ- 1875م.  

حصلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذاتي سنة 1366 هـ- 1946م، واستطاع المسلمون في تركستان الشرقية أن ينظموا أنفسهم أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد انتهاء هذه الحرب اجتاحت القوات الصينية الشيوعية هذه المنطقة سنة (1368 هـ- 1949م)، وأطلقت عليه إقليم شينجيانغ «Xinjiang»، والتي تعني بالصينية «الحدود الجديدة».

في الوقت الحالي، يعيش المسلمون في معسكرات اعتقال كبيرة، ومنذ عام 2017، بدأت الصين في اعتقال نحو مليون مسلم بحسب بعض الإحصاءات من أجل تجريدهم من ثقافتهم وتراثهم الإسلامي، في وقت أغرقت فيه السلطات الصينية مقاطعة شنجيانغ (تركستان الشرقية) بملايين الصينيين البوذيين المهجرين من أنحاء البلاد وبلغ عدد الصينيين المهجرين حوالي 7.421.992 نسمة، بنسبة 40%، وبلغ عدد المسلمين الأيغور 8.506.575 نسمة بنسبة 45%، حسب التقديرات الرسمية كما جاء في كتاب شينجيانغ السنوي الرسمي لعام 2002م.

sasapost.com/former-homelands-of-muslims/

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق