الأخبارلتركستان الشرقية

ماذا تعرف عن تركستان الشرقية

ماذا تعرف عن تركستان الشرقية

تركستان الشرقية مهد الترك الذى تحتله الصين وتطلق عليه منذ العام 1884م شينجيانج أى الأرض أو المستعمرة الجديدة تعني كلمة تركستان أرض الترك ، وهذا الاسم كان يطلق في المصادر العربية القديمة على بلاد ما وراء النهر – نهر جيحون (سيرداريا)

1-ماذا تعرف عن تركستان الشرقية

تركستان الشرقية مهد الترك الذى تحتله الصين وتطلق عليه منذ العام 1884م شينجيانج أى الأرض أو المستعمرة الجديدة تعني كلمة تركستان أرض الترك ، وهذا الاسم كان يطلق في المصادر العربية القديمة على بلاد ما وراء النهر – نهر جيحون (أموداريا)- ، وقد نشأ العرق التركى فى هذه المناطق ، كما تشمل أراضى الترك الأصلية مناطق شاسعة فى سيبيريا احتلها الروس وأزالوا إمبراطوريات الترك منها منذ القرن السادس عشر من الميلاد.كما احتل الروس منطقة تركستان الغربية وهى الآن جمهوريات( قازاقستان ، اوزبكستان ،قرغيزيا، طاجيكستان، تركمانستان )وأطلقوا عليه اسم (آسيا الوسطى) منذ العام 1925م أى فى العهد السوفيتى فى محاولة لطمس الهوية والتاريخ

موقع تركستان الشرقية

تقع تركستان الشرقية فى وسط آسيا بعيدا عن البحر، وأقرب مسطح مائى لها المحيط الهندى، وتبعد عنه 1930 كم، وبالنسبة للصين الشعبية تعد تركستان الشرقية ضمن المقاطعات الأربع الصينية الحدودية، وهى منشوريا، ومنغوليا الداخلية، وتركستان الشرقية، والتبت وهو ما يطلق عليه الصين الخارجية Outer China، بينما تشغل الصين الأصلية Proper China البلاد التى تقع جنوب سور الصين العظيم.

وتقع تركستان الشرقية فى منطقة شمال غرب الصين بين خطى طول 73.4 و96.23 درجة شرقا، وبين خطى عرض 34.25 و49.1 درجة شمالا، وتحدها مقاطعتى قانسو وتشينغهاى شرقا، ومنطقة التبت الذاتية الحكم جنوبا، وهذا من جهة الصين. وتحدها من جهات الشمال الشرقى والشمال والغرب، والجنوب الغربى كلا من جمهورية منغوليا الشعبية، وروسيا الاتحادية، وقازاقستان قرغيزستان، وطاجيكستان، وأفغانستان ومنطقة كشمير. ويصل طول حدودها مع تلك الدول ومنطقة كشمير (5400 كم) وهو ما يمثل ربع إجمالى طول حدود الصين.

ويطلق على تركستان الشرقية “مركز البر الأسيوأوروبى”

تمثل تركستان الشرقية بذلك الموقع بلدا محوريا فى آسيا جغرافيا وثقافيا أيضاً، ففى دائرة يمتد قطرها آلاف الأميال مركزها (أورومجى) عاصمة تركستان الشرقية يوجد الكثير من التخوم والتماسات بين أنواع عديدة من المذاهب السياسية والعقائد الدينية واللادين، والتنوع الثقافى والعرقى واللغوي بل والاقتصادى الذى لا يوجد له مثيل فى أى منطقة مساوية لها فى المساحة فى أى مكان فى العالم.

فمن الناحية السياسية تتعدد الدول والمذاهب، الصين الشيوعية، الديمقراطية والعلمانية فى الهند، والتيارات المختلفة فى روسيا ودول آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وبتلك الدائرة الكثير من الأعراق كالهان، الترك ، الإيرانيين، الهنود، الأفغان وغيرهم ولكل لغته وثقافته التى قد تتقارب أو تتباعد، كما تتعدد الأديان فهناك الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية، والبوذية، والكونفوشيوسية، والإلحاد الشيوعى.

كذلك تتعدد الأنشطة الاقتصادية، فهناك الاقتصاد الصناعى فى روسيا والصين بجواز الأنشطة الرعوية لدى المغول والقازاق والزراعية لدى الأويغور وفى دول آسيا الوسطى وحديثا استخراج النفط والثروات المعدنية فى وسط آسيا.

ويشير هذا التنوع الكبير من كافة النواحى فى تلك الدائرة الكبيرة إلى حجم المؤثرات والتدخلات التى يمكن أن تتعرض لها تركستان الشرقية بحكم موقعها المحورى فى تلك الدائرة. وقد كانت تركستان الشرقية فى القرن التاسع عشر مسرحا لصراع دولى بين القوى العظمى الإقليمية والدولية فى ذلك الوقت روسيا والصين وبريطانيا والدولة العثمانية من أجل الحصول على النفوذ السياسى والمكاسب الاقتصادية فى منطقة وسط آسيا وشبه القارة الهندية فيما عرف فى ذلك الوقت باللعبة الكبرى The great game.

ويمثل موقع تركستان الشرقية مكانة حيوية فى الربط بين الصين وأوراسيا، وبين دول العالم شرقية وغربية. ولذا تبدى الصين وعلى مر العصور اهتماما دائما للسيطرة على ذلك الجزء من وسط آسيا أو تركستان الكبرى، ويرجع ذلك إلى رغبة الصين فى السيطرة على تلك المنطقة المركزية لأهمية موقعها فى الدفاع عن منغوليا الداخلية التى يمثل الدفاع عنها أهمية لحماية العاصمة بكين، كما يعد موقع تركستان الشرقية مسيطرا على طرق الاتصال الهامة بين الصين وسائر أوراسيا والشرق الأوسط، حيث كان يمر بها منذ القدم طريق الحرير الشهير الذى يعد الطريق الأسهل والأقرب لنقل البضائع التجارية بين الصين وغرب آسيا والمنطقة العربية وأوروبا وبالعكس، كما كان هو الطريق الوحيد الذى تعبره الجيوش من وسط آسيا إلى الصين، ويبلغ طول طريق الحرير أكثر من 7000 كم.

لذا لم يكن الحكام الصينيون يضيعون أية فرصة سانحة للسيطرة على تركستان الشرقية. وقد بدأ السير على طريق الحرير فى سنة 105 أو 115 ق.م، ومن المتوقع أن طريق الحرير أقدم من ذلك بكثير، ويبدأ الطريق من مدينة تشانج آن Chang’an – شيان Xi’an حاليا – فى شرق الصين، ويمر عبر مقاطعتى شانسى وكانسو، ثم ممر هكسى Hexi بين الصين وتركستان الشرقية إلى حوض التاريم ثم يتفرع إلى فرعين أحدهما يتجه ناحية الشمال الغربى ليعبر صحراء تكلامكان، والآخر ناحية الجنوب ليمر بمدينة خوتن التى لم تكن مجرد محطة للتزود بالمؤن، بل كانت أحد المراكز الثقافية الكبرى فى وسط آسيا.

مساحة تركستان الشرقية وأهميتها:

تبلغ مساحة تركستان الشرقية 1710045 كيلو متر مربع، وهى أكبر مقاطعات الصين من حيث المساحة، وتشير التقديرات الصينية إلى أن تلك المساحة حوالى 1600000 كيلو متر مربع، وهى بذلك تمثل 1/6 (سدس) مساحة الصين التى تبلغ 9.6 مليون كيلو متر مربع، بينما تشير تقديرات التركستانيين إلى أن مساحة تركستان الشرقية تبلغ 1820000 كيلو متر مربع وذلك طبقا للتقديرات الرسمية قبل عام 1949، والمساحة المنقوصة عن مساحتها الحالية أضيفت إلى مقاطعات قانسو وتشينغهاى المجاورتين بعد السيطرة الشيوعية على الصين.

وتمثل تركستان الشرقية بمساحتها الشاسعة قاعدة هامة لاستيعاب التزايد السكانى الكبير فى جنوب وشرق الصين.

ولتركستان الشرقية بوضعها الجغرافى والسكانى وثرواتها المعدنية مكانة هامة فى البرنامج النووى الصينى بداية من عملية استخراج الخامات اللازمة حتى الاختبارات النووية، إذ يتم إنتاج اليورانيوم فى أماكن عدة داخل تركستان، وبأورومجى مصنع لاستخلاص اليورانيوم افتتح عام 1959 وآخر فى “شابشال”. وفى “جومين Jumin” معمل لإنتاج اليورانيوم 239 تم بناؤه عام 1967 ويقدر إنتاجه من الوقود النووى مما بين 200 300 كجم سنويا. كما يقع مركز إدارة الصناعات النووية فى قمول (هامى). كما أن موقع التجارب النووية الصينى يقع فى (لوب نور) ومنذ عام 1961 أجرت الصين 46 تجربة نووية به.

عزالدين الورداني الباحث في الشؤون التركستان الشرقية

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق