الثورات في تركستان الشرقية

ماذا تعرف عن تركستان الشرقية ؟
عزالدين الورداني الباحث في الشؤون التركستان الشرقية
ماذا تعرف عن تركستان الشرقية ؟
الثورات في تركستان الشرقية
تركستان الشرقية بعد عام 1760م
لم يستسلم الشعب التركستاني للاحتلال الصيني بل قام بثورات كثيرة جداً محاولاً الحصول على استقلال وطنه من هذه الثورات :
- ثورة حميد الله بك ( 1763م) واندلعت في أوج تورفان وحاولت تلك الثورة تحرير تركستان الشرقية وطلبت مساعدة حكام الدول الإسلامية المجاورة لتركستان الشرقية مثل إمارات خيوة ، بخارى وخوقند وأفغانستان ، ولم يستجب أحد لدعمها فتمكن الصينيون من قمعها .
- ثورة جهانكير خان في اعوام ( 1819 ، 1823 ، 1826م ) وهو من أحفاد برهان الدين خوجة من حكام تركستان الشرقية المعلمين ، تمكنت الثورة التي انضم إليها الكثير من المتطوعين من خوقند وبخارى وطشقند من دحر الصينيين وتحرير كاشغر ، وأعلن جهانكير نفسه حاكما على تركستان الشرقية عام 1825م.
- ثورة يوسف خان خوجة 1830م
- ثورة محمد أمين خوجة 1843م
- ثورة ولي خان 1855م
- ثورة المناطق الخمس في إيلي ، كوجار ، خوتن ، ياركند ، كاشغر ، وقد مهدت تلك الثورة الطريق لاستقلال تركستان الشرقية استقلالا تاماً تحت قيادة يعقوب بك.
استقلال تركستان الشرقية
تمكن يعقوب بك من إكمال تحرير تركستان الشرقية وإعلانها دولة مستقلة تحت قيادته في الفترة ( 1863 – 1878م ) ، وقد اعترفت الدولة العثمانية بها وأرسل السلطان عبد العزيز المساعدات العسكرية وعدد من المستشارين العسكريين لمساعدة يعقوب بك ، كما اعترف بها أيضاً روسيا ، بريطانيا ، أفغانستان.
تمكنت الدولة الوليدة من سحق القوات الصينية ورد هجماتها المتكررة حتى أرهقت تكاليف الصراع ميزانية الإمبراطورية الصينية لدرجة أن نادى بعض رجال الإمبراطورية بعدم جدوى بقاء تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني ، ولكن في نهاية الأمر تمكن الصينيون من الحصول على دعم بريطاني وروسي لتمويل حملة عسكرية ضخمة نجحت في إعادة السيطرة على تركستان الشرقية وانتهت دولة تركستان الشرقية بسقوط كاشغر في أيدي القوات الصينية في 5/12/1878م وكان يعقوب بك قد توفي مسموماً على الأرجح في 27/5/1877م.
وعقب كل ثورة كانت القوات الصينية ترتكب مذابح هائلة بحق الشعب التركستاني ، فضلا عن الاضطهاد الرهيب وفرض الضرائب الباهظة لإضعاف الشعب التركستاني .
في عام 1911م سقطت إمبراطورية المانشو الصينية حيث قامت ثورة 1911م بزعامة ( ص يات صن ) وأعلنت نهاية الحكم الإمبراطوري في الصين وبداية الحكم الجمهوري بها .
- في ظل الحكم الجمهوري في الصين( 1911 – 1949م) : دخلت تركستان الشرقية فيما عرف بعصر أمراء الحرب أو حكم الجنرالات حيث نازع القادة العسكريين الحكومة المركزية في الصين السلطة في مختلف مناطق الصين وحكموها حكماً شبه مستقل عن سيطرتها وقد خضعت تركستان الشرقية لحكم كل من الجنرالات:
– ( يانج – زينج – شين ) ( 1912 – 1928)
– ( جين – شو – رين ) ( 1928 – 1933 )
– ( شن – شى – تساي ) ( 1934 – 1944 ) وفي عهده تغلغل النفوذ السوفيتي لدرجة كبيرة في تركستان الشرقية
تميز حكم هؤلاء الجنرالات بالقسوة الشديدة ، كما شهد قيام ثورة 1931م في عموم تركستان الشرقية ضد الحكم الصيني وتمكن الثوار من إعلان قيام جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية التركية في 12/11/1933م بزعامة خوجة نياز وثابت داملا رئيساً للوزراء لكنها انتهت في أبريل 1934؛ وسقطت معها الثورة في منتصف عام 1934م
- ثورة عام 1944م أو ما عرف بثورة الولايات الثلاث حيث كانت ولايات إيلي ، تارابغتاي (جوجوك ) – ألتاى هى مهد تلك الثورة التى تمكنت من إعلان قيام جمهورية تركستان الشرقية في 15/11/1944م وعاصمتها (غولجا) وبرئاسة على خان تورة .
وقد تمكن الثوار من اكتساح مناطق شمال تركستان الشرقية وهزيمة الصينيين هزيمة ساحقة في العديد من المعارك أهمها معركة (ماناس) في سبتمبر 1945 وانفتح الطريق أمام قوات الجمهورية لدخول أورومجي العاصمة إلا أن الضغوط والمؤامرات السوفيتية أوقفت هجوم الثوار وأجبرتهم على الدخول في مفاوضات مع الصينيين . أسفرت تلك المفاوضات عن توقيع الثوار لاتفاقية مع الصين في 6/6/1946 ألغى فيها إعلان الاستقلال في مقابل منح تركستان الشرقية حكماً ذاتياً واحتفاظها بقوات مسلحة للحفاظ على الأمن مع سيطرة الحكومة المركزية في الصين على القيادة العسكرية والعلاقات الخارجية ، وتشكيل حكومة ائتلافية يتفق عليها الثوار وحكومة الصين ، تعين الصين عشرة من أعضائها من بينهم رئيس المقاطعة ، ويتم اختيار حاكم المقاطعة مستقبلاً عن طريق الاقتراع العام ، وبتلك الاتفاقية أعادت الصين تبعية تركستان الشرقية إليها ، بعد أن كادت تفقد سيطرتها العسكرية عليها لولا تدخل السوفيت لإيقاف القتال وإحباط الثورة بل والقضاء على قادتها فيما بعد حيث اختطف السيد/ علي خان تورة رئيس الجمهورية السابق ، كما قتل السيد / أحمد جان قاسمي وعبد الكريم عباس ودليل خان وغيرهم من زعماء الثورة في حادث طائرة غامض في 15/8/1949 . تشكلت أول حكومة ائتلافية برئاسة ( جانج – جي – جونج ) فى الفترة ( 1946 – 1947) ثم تلتها حكومة مسعود صبري بايقوزي وعيسى يوسف ألبتكين (1947 – 1948) ، ثم حكومة برهان شهيدي (1948 – 1949) وفي عهد هذه الحكومة كان الحزب الشيوعي الصيني قد حقق الانتصار فى صراعه مع حكومة الصين الوطنية ( الكومينتانج ) ، واستسلمت القوات الصينية في تركستان لقوات الحزب الشيوعى الصينى بزعامة (ماو تسى تونج) كما قطع برهان شهيدي علاقاته مع حكومة الصين الوطنية في كانتون وأعلن قبوله شروط السلام مع الحزب الشيوعي.
دخلت القوات الشيوعية أورومجي في 20/10/1949 وعين الشيوعيون برهان شهيدي رئيسا للمقاطعة وسيف الدين عزيزي نائباً له ، وبذلك بقي المستعمر الصيني داخل تركستان الشرقية وإن تغيرت إيديولوجيته.
قاوم العديد من زعماء تركستان الشرقية الغزو الشيوعي مقاومة مسلحة بطولية مثل: عثمان باتور ، يلبار خان ، جانيم خان
ورأى آخرون مثل عيسى يوسف ألبكتين ، محمد أمين بوغرا وغيرهم عدم جدوى المقاومة العسكرية بالداخل وقرروا الخروج ونقل الكفاح الى خارج تركستان الشرقية وإعلام العالم بقضيتها .
في ظل الحكم الشيوعي الصيني عانى الشعب التركستاني من القمع الشديد ومحاولات طمس هويته الدينية والثقافية ، وتغيير التركيب السكاني لبلاده باستقدام ملايين المهاجرين الهان من داخل الصين إلى تركستان ، فضلا عن استنزاف ثروات تركستان الشرقية لصالح الصين.
لم يستسلم الشعب التركستاني للسياسات الصينية وقام بالكثير من الثورات والاحتجاجات الصغيرة و الكبيرة رغم القمع الصيني الشديد والتعتيم الإعلامي على ما يحدث ومن أهم حركات المقاومة ضد الاحتلال الصيني الشيوعى:-
- ثورة خوتن 20/3/1959
- أحداث إيلي 29/5/1962
- أحداث بارين أبريل 1990م ، رمضان 1410هـ
- حادثة بيت الله في خوتن يوليو 1995
- مصادمات غولجا فبراير 1997 رمضان 1417هـ
- الهجمات المستمرة على الوحدات العسكرية والهيئات التي تمارس القمع ضد شعب تركستان الشرقية
- أحداث 5 يوليو 2009 والتي ركزت الضوء بشكل كبير على تركستان الشرقية وما يجري داخلها خلف الستار الحديدي الشيوعي الصيني.
عزالدين الورداني الباحث في الشؤون التركستان الشرقية