الكتاب: تركستان الشرقية، بين روعة الحضارة وقسوة الحاضر

يتعرض التركستانيون اليوم لأبشع صور القمع والبطش الصيني بسبب تمسكهم بإسلامهم وقوميتهم التي ساهم الإسلام في تشكيلها ورسم ملامحها.
تأليف: د. عز الدين الورداني
عرض: د. عبد الرحمن بدوي
– يتعرض التركستانيون اليوم لأبشع صور القمع والبطش الصيني بسبب تمسكهم بإسلامهم وقوميتهم التي ساهم الإسلام في تشكيلها ورسم ملامحها.
– أنجبت تركستان الإسلامية – التي لا يعرفها الكثيرون – الكثير من العلماء والفقهاء الأجلاء الذين أثروا الحضارة الإنسانية، في شتى صنوف العلم والمعرفة، وصنعوا العصر الذهبي للدعوة الإسلامية كالبخاري والفارابي والترمذي وغيرهم.
– على الحكومات والشعوب الإسلامية التضافر للحد من معاناة الأقليات المسلمة المضطهدة في الصين وغيرها والتلويح بورقة المقاطعة الاقتصادية إذا لم تتم الاستجابة.
– لم يستسلم الشعب التركستاني المسلم للاحتلال الصيني حتى استطاع تحرير بلاده 1863م وإقامة دولة مسلمة مستقلة بقيادة يعقوب بك.
– تركستان الشرقية غنية بمواردها الطبيعية التي كانت تستغلها الصين بعد نهيها واحتلالها؛ حيث توجد بها كميات هائلة من احتياطي البترول والغاز الطبيعي والذهب والفحم وبها أجود أنواع اليورانيوم في العالم.
– تعاني تركستان الشرقية من التجاهل المتعمد لقضيتها، ورغم أنها قضية المسلمين المنسية فإنها ما زالت لا تحظى بالدعم العربي والإسلامي المناسب.
لا ريب أن الملايين من المسلمين على اختلاف بلدانهم وحظوظهم من الثقافة لا يعلمون شيئًا عن تركستان الشرقية، وعن أهلها المسلمين، رغم أن تركستان الشرقية، جزء من تركستان الكبرى التي تعرف في المصادر التاريخية العربية، ببلاد ما وراء النهر، وهي منطقة شاسعة المساحة، عظيمة الثروات، تقع في قلب آسيا، نشأ بها العديد من دول الإسلام الكبرى التي خرج منها القاراخانيون والسلاجقة والعثمانيون، وبها وجدت مدن عظيمة مثل: كاشغر، وسمرقند، وخوارزم، وإمارات خيرة بخارى خوقند وغيرها من الدول الإسلامية، التي قدمت الحضارة الإسلامية الكثير من العلماء والفقهاء، الذين ما زالت آثارهم باقية إلى اليوم.
أما أهل تركستان، فهم الذين قدموا من العلماء الكثير مثل: الفارابي، والبيروني والسكاكي والجوهري وغيرهم، وهم أتراك مسلمون، ما زالوا حتى اليوم يكتبون بالحرف العربي منذ ألف سنة أو أكثر.
وفي هذا الكتاب نعيش مع إسهامات عدد كبير من المثقفين والمتخصصين وتفاعلهم مع الأحداث في تركستان الشرقية في5 يونيو 2009م وأهلها الصامدون.
ولنرجع إلى الكتاب الذي يحتوي على عشرة فصول، نوجزها فيما يلي:
الفصل الأول: تركستان الشرقية وأهلها المسلمون:
من هم التركستانيون؟
التركستانيون شعب مسلم ينتهي إلى العرق التركي، تقع بلاده تركستان الشرقية تحت الحكم الصيني، وتركستان الشرقية هي جزء من تركستان التي لم يعرفها الكثيرون منا، لكننا نعرف الكثير ممن أنجبتهم من العلماء والفقهاء الأجلاء؛ الذين أثروا الحضارة الإسلامية في شتى صنوف العلم والمعرفة، والذين صنعوا العصر الذهبي للدعوة الإسلامية مثل: الإمام البخاري والترمذي والفارابي؛ ولذلك فهي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من أرض الإسلام.
وقد استولى الصينيون على ترسكتان الشرقية سنة 1174هـ/ 1790م بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقامت بينهم معارك دامية، ارتكبت خلالها القوات الصينية مذابح جماعية، قتل فيها مليون مسلم، ثم قامت الصين باحتلالها، وفرضوا سيطرتهم عليها حتى عام 1862م، لكن الشعب المسلم التركستاني لم يستسلم، حتى استطاع تحرير بلاده عام 1863م وأقاموا دولة مسلمة مستقلة، تحت زعامة يعقوب بك، التي استمر حكمه 16 عامًا.
ولم يقف ظلم الصين لتركستان الذي استمر عقودًا طويلة من القهر والاحتلال لهذه البلاد؛ حيث قامت الصين بنهب ثروات تركستان الشرقية التي حباها الله بكنوز كثيرة، وحرمان أهلها من خيرات بلادهم؛ حيث توجد بها كميات هائلة من احتياطي البترول والغاز الطبيعي والذهب والفحم، كما أن بها أجود أنواع اليورانيوم في العالم، ومعظم المعادن والمراد الخام التي تمتلكها الصين.
الفصل الثاني: تركستان الشرقية:
هي جوهر الصراع بين الصين، وتركستان الشرقية رغم التاريخ الدموي للصين، ضد المسلمين، لا سيما في تركستان الشرقية، إن الصين التي تعودت الكذب في سياستها القمعية، لا تخجل مما تفعل، ولا تنكر مما تُضمن.
وإجمالًا، فقد شهدت البلاد نحو 42 ثورة وطنية عارمة ضد الحكم الصين البغض، وضد الحكم الكبير لتحقيق الحرية للبلاد.
وابتداء من أواخر القرن التاسع عشر، وتقاسم الصيني البغيض، وضد الحكم الكبير لتحقيق الحرية للبلاد.
وابتداء من أواخر القرن التاسع عشر، وتقاسم الصين وروسيا والأراضي العثمانية شن المسلمون التركستانيون ما بين خمس إلى سبع ثورات كبرى وقعت في سنوات 1820- 1830م و 1847- 1857م وتواصلت – بعدها صدامات، خلفت وراءها ملايين القتلى في صفوف المسلمين، لكنهم نجحوا في تحرير البلاد مرتين، وأقاموا دولة مسلمة لهم الأولى ابتداء من عام 1863م، والثانية 1933 و 1944م إلى أن احتل الشيوعيون البلاد حتى هذه اللحظة وإلى هنا، فإن إلقاء اللوم على قوى خارجية لن تنفع الصين في شيء، ولن تؤدي إلى استقرار الإقليم، طالما أن ماكينة القمع والحزب ذات مواصفات عنصرية ودموية وعدوانية في الداخل، في منطقة ترشحه أصلًا للانفجار، لكن إذا ما اعتقدت الصين أمر بإمكانها لجم الولايات المتحدة عن التدخل الماكر، أو أن سياستها الداخلية بشأن آخر كالشيشان، فما سر الجماعات الجهادية فيها.
الفصل الثالث: حال المسلمين في تركستان الشرقية:
التركستان الشرقية، تعتبر قضية المسلمين المنسية، إنها مأساة إنسانية غابت عن الأذهان للمسلمين، وترزح اليوم تحت الاستعمار الصيني، الذي جعلها مستعمرة له بسلبه خيراتها وثرواتها؛ حيث غير الاستعمار الصيني اسمها، إلى اسم جديد هو سيتكيانج أي المستعمرة الجديدة، وقد عانى التركستانيون الشرقيون معاناة شديدة أثناء الثورة الثقافية التي أقامها ماوتسي تونج، ومما يضاعف مأساتها التجهيل المتعمد لقضيتها، وضعف الدعم العربي، والإسلامي لأبنائها، على العموم.
دخول الإسلام تركستان الشرقية:
وصل الإسلام إلى تركستان الشرقية في وقت مبكر جدًا، منذ الفتوحات الإسلامية الكبرى، على يد قتيبة بن مسلم الباهلي (323هـ- 943م) وقد أسلم معه أكثر من مائتي ألف عائلة، أي ما يقارب من مليون نسمة، وكانت أوقاف المدارس تشكل خمس الأراضي الزراعية.
وعرفت قبائل القرلوق، وهم قبائل تركستانية، بأنهم كانوا من أوائل القبائل التركستانية الشرقية في الدخول للإسلام.
سقوط تركستان تحت الحكم الصيني:
وظلت تركستان موطئًا للأتراك الشرقيين المسلمين دولة مستقلة لعدة عصور يشهد التاريخ بأنها تم تحريرها، ثم استعمرت مرة ثانية من الصين.
الفصل الرابع: تركستان الشرقية بين قضايا العالم الإسلامي:
مسلمو الصين، ومسلمو الشيشان:
عند رؤية ما يجري للمسلمين في الصين الآن، ثمة جوانب عديدة ينبغي تناولها في الحديث الذي أثار حالة من الجزع عند الكثيرين الذين فاجأهم هذا العنف الذي عاد بالبشرية إلى زمن القتل بالسيف في الحرب، إذ هاجم الصينيون، المسلمين المواطنين بالسيوف والحراب دون الاكتفاء بأسلحة الشرطة الفتّاكة.
وكان لافتًا إجابة الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي المنعقد في موسكو، مع نظيره الروسي، حول سؤال بشأن موقف أمريكا من أحداث الصين؛ إذ أشار إلى أنه لم يتلق تقارير عما يجري هناك، وأن فريقه سيطلعه على الأحداث، ليصدر موقفًا فيما بعد كذلك لم تخرج الدول الأوروبية كثيرًا عن هذا الموقف الأمريكي؛ إذ جاء موقفها متأخرًا، وباهتًا أيضًا. وعلى صعيد أجهزة الإعلام الغربية، فالأمر يصلح مادة للتندر، لا للتحليل السياسي.
وهناك زاوية أخرى للتناول تركز على البعد التاريخي لوجود المسلمين في تلك البقعة من العالم، وتاريخ انتفاضاتهم في مواجهة ضم الصين لتلك البقعة، ضمن إطار أوضاع المسلمين في الدولة الإسلامية، مسيرة انقسامها، أو تقسيمها… إلخ.
الصين وهاجس التلف: ويبدو أن الجانب الأول في سؤال المصير بشأن المسلمين في الصين، يتعلق بظروف بناء المجتمع والدولة التي يعيشون فيها، وحالة النهوض، أو التراجع في داخلها لتحديد استراتيجيات الحركة الصينية التي تهدف إلى النهوض والتطور.
الفصل الخامس/ ماذا يريد التركستانيون؟
ربيعة القدير، أم التركستانيين، مثال للتضحية.
لقد كانت للمرأة المسلمة في تركستان، في مهد الدعوة إنجازات عظيمة؛ حيث لعبت دورًا مهمًا في تاريخ نشر الرسالة الإسلامية، والذود عنها، وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الصعاب والمتاعب، بل وحتى الإيذاء والطرد في نهاية المطاف.
وفي الآونة الأخيرة ذاع اسم إحدى المناضلات التركستانيات، وهي المناضلة ربيعة قدير، التي أوصلت صوت الشعب التركستاني الشرقي إلى العالم بأسره.
السيدة ربيعة قدير، لها من الأولاد أحد عشر ولدًا، وهي زوجة المناضل صديق راضي، أستاذ أصول التدريس والأدب في تركستان الشرقية، وهو بالإضافة إلى ذلك كاتب مرموق مهتم بحقوق الشعب التركستاني.
اضطرت السيدة ربيعة إلى اقتحام العمل، سعيًا إلى تحقيق مطالب أسرتها، الكثيرة العدد، بعد فرار زوجها إلى الولايات المتحدة في بداية عام 1996م بعد أن سجن سياسيًّا في الصين بسبب أنظمة خاصة الإذاعية عن أوضاع تركستان الشرقية، فأسست في البداية مكانًا متواضعًا لكي وغسل الملابس ثم تحولت إلى بيع الزهور، واستطاعت في فترة قصيرة أن تنجح في عملها بدرجة أنها أصبحت من أصحاب الملايين.
استغلت الصين ووسائل الإعلام ونجاح ربيعة لمصلحة النظام؛ فحولت القهر والنفي، إلى نجاح سياسات الدولة تجاه القوميات المسلمة، واستخدمت ربيعة كل ما تملك لتدريب وتوظيف النساء التركستانيات، وفتح مركز لتعليم اللغات ومحو الأمية لفتيات وقومها، وهو ما تسبب في إثارة حفيظة الحكومة الصينية، وحرمانها من أي تحرك اجتماعي اقتصادي، وفي نهاية المطلق ضيق الخناق على ربيعة، وحبست، وتم إطلاق سراحها بعد تدخل أمريكي.
الفصل السادس: أسباب ما جرى في يونية 2009م:
كانت الشرارة الأولى التي فجرت الأحداث الدامية التي لا تزال تركستان الشرقية تعيش مأساتها هي وقوع مذبحة تركستان من الذين يعملون في أحد المصانع بمنطقة جوان شاو، الواقعة في أقصى جنوب الصين، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من مسقط رأسهم في تركستان الشرقية بأقصى غرب الصين، ونظرًا للتعتيم الإعلامي الرهيب الذي تفرضه الحكومة الصينية، فإن الأنباء تضاربت حول حقيقة ما حدث، ويقال إن العمال الصينيين من عرقية الهان صاحبة الهيمنة في البلاد، استمروا في ضرب وتعذيب العمال التركستانيين من الساعة الحادية عشرة مساء إلى الرابعة صباحًا، فقتلوا منهم عشرين شخصًا، وجرحوا أكثر من مائة شخص بجروح خطيرة وعندما تسربت أنباء الحادث، التي وصلت إلى أهالي الضحايا في تركستان الشرقية، انتظروا أحد عشر يومًا ليروا كيف تتصرف الحكومة الصينية تجاه ما جرى، ولكنها لم تفعل شيئًا، وتواترت الأنباء بأن الشرطة التي حاصرت المصنع بعد اندلاع المصادمات فيه تراجعت عن فعل أي شيء؛ حيث تراخت ولم تتدخل في الموضوع، وتركت عمال الهان يقتلون ويعذبون التركستانيين كيفما يشاؤون.
كان لذلك الاضطهاد المنظم، والقمع الرهيب الذي تعرضت له الأجيال الأكبر سنًّا من أبناء تركستان أثر بالغ في غرس الخوف والرعب في قلوبهم في العقود الماضية، وخاصة أن أنَّاتهم وشكواهم لم يكن يسمع بها أحد، واليوم تكشف ردات فعل تركستان ضد بطش النظام الصيني الذي يتعرضون له؛ لأنهم متمسكون بإسلامهم وقوميتهم التي ساهم الإسلام في تشكيلها، ورسم ملامحها.
الفصل السابع: موقف الدول الإسلامية مما يجري في تركستان:
سكتت الحكومات، أين الشعوب في قضية تركستان الشرقية؟
إذا كانت حكومات العالم العربي والإسلامي قد تخاذلت في مسألة التضامن مع مسلمي الصين الذين يتعرضون للقمع والسحق، فأين الشعوب؟
لقد كان صادمًا ومفاجئًا حقًّا أن نكشف أن تلك الحكومات تقاعست عن المشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة مأساة مسلمي تركستان، واتخاذ موقف منها.
ولم يخطر على بال أحد أن تمتنع حكومات الدول الإسلامية، حتى على مائدة السلطات الصينية عن التحقيق في الصدامات المروعة التي حدث في سيتكيانج (تركستان) ولا تقول – توجيه العتاب إليها بسبب إهدار حقوق المسلمين، واستمرار التنكيل وكذلك لم يعد يسمع صوت الشعوب إلا في حالات استثنائية ونادرة، بعد ما تم تدمير مؤسسات المجتمع المدني، أو تطويعها، أو إلحاقها بالسياسات الحكومية ولم تسلم من ذلك المرجعيات الدينية مثل الأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، التي ضُمت إلى الأبواق الرسمية، بحيث أصبح تعبيرها عن السياسات المحلية مقدمًا على تمثيلها للأمة الإسلامية، غير أن منظمة المؤتمر الإسلامي استطاعت أن تتبنى موقفًا نزيهًا ومستقلًا في الموضوع الذي نحن بصدده، كما أن اتجاه علماء المسلمين لم يخيب ظننا فيه، وأصدر بيانًا أدان فيه المظالم التي يتعرض لها مسلمو الصين.
وقد بدّد شعورنا بالإحباط أن شعوبنا لم تفقد حيويتها وغيرتها بعد، رغم كل جهود التعليم والتنكيل، والإحصاء، فهذه الشعوب التي هبت غاضبة دفاعًا عن كرامة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – واحتجاجًا على الرسوم الدنماركية، أحسبها نادرة وجاهزة الاستجابة لأي دعوة تطلق دفاعًا عن كرامة ملايين المسلمين في الصين وغيرها.
الفصل الثامن: عذرًا… تركستان الشرقية:
نشعر أننا غرباء في بلادنا “نحن مثل الهنود الحمر في الولايات المتحدة”. هذه العبارات يتحدث بها المسلمون في إقليم تركستان الشرقية (سيتكيانج) حسب التسمية الصينية الجديدة للإقليم، وهو الإقليم الذي دخله الإسلام في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (86 هـ- 705م).
وكعادة الأقليات المسلمة في كثير من الأماكن التي يعيشون فيها لم ينعم المسلمون التركستانيون بالأمن، ولم يذوقوا الأمان، فقد ذكرت الناشطة الحقوقية المسلمة من أقلية تركستان، (ربيعة قادر التي رشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2006م أمام الكونجرس الأمريكي، أن هناك 240 ألفًا من مسلمات التركستان تتراوح أعمارهن بين 16 عامًا و25 عامًا، تم ترحيلهن عنوة إلى المصانع في شرق الصين للعمل بالسخرة تحت ستار (فرص التوظيف) وأنه يتم إجبارهن على الزواج من غير المسلمين، وأنهن يلاقين معاملة قاسية، إذ يعملن 12 ساعة يوميًّا، وغالبًا ما تحجب عنهن أجورهن شهورًا.
والمثير للدهشة أن أيًّا من الدول الإسلامية، باستثناء تركيا، لم تُبد أسفها، ولم تعلن تحفظها ولا استنكارها لما يحدث للمسلين هناك.
بالرغم من أنها تملك الكثير، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين 133 مليار دولار في العام (2008) ولكننا للأسف لا نرى أي أثر لهذا الرقم في تقدير الصين لحكام الدول العربية.
وما يزال قادة أمتنا العربية يشجبون وينددون ويستنكرون أفعال الصين ضد المسلمين، هذا في أحسن الظروف، وما زالت وسائل الإعلام تطالعنا كل يوم بأصناف من العذاب، وألوان من المجازر في حق إخواننا في كل مكان؛ ما بين قتل وقصف، وسجن وأسر، تجويع وترويع، حصار ودمار، وغير ذلك كثير.
الفصل التاسع: البيانات التي صدرت من المنظمات الإسلامية في قضية تركستان الشرقية:
بيان وموقف منظمة المؤتمر الإسلامي:
طالبت منظمة المؤتمر الإسلامي، الحكومة الصينية بتشكيل لجنة للتحقيق في المجازر التي ارتكبها الجيش ضد المسلمين في إقليم تركستان الشرقية؛ وقد أعربت المنظمة عن قلقها إزاء الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة، وعن الاستخدام غير المتكافئ للقوة التي أودت بحياة 140 شخصًا، وخلفت أكثر من 800 جريح في صفوف المسلمين في الإقليم المسلم.
ودعا الأمين العام للمنظمة إحسان الدين أوغلو، الحكومة الصينية إلى الإسراع في إجراء تحقيقات ميدانية نزيهة حول هذه الأحداث الخطيرة، وإلى تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، وإلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة للحيلولة دون تكرارها، مع تقديم ضمانات كافية للضحايا، كما يطالب حقوق الإنسان بالقيام بواجبها نحو المضطهدين من المسلمين في الصين.
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ ما عرضته وسائل الإعلام من هجمة شرسة على المدنيين العزل في تركستان الشرقية وغيرها، نتج عنها وقوع ضحايا وقتل وجرح بالمئات، واعتقال الآلاف من الأبرياء، والاتحاد إذ يدين هذا الاعتداء الغاشم على إخواننا في تركستان وغيرها يطالب الحكومة الصينية بالكف فورًا عن هذه الممارسات التي تضر بعلاقة الصين التاريخية والتجارية والاقتصادية الحالية بالعالم الإسلامي، ويطالبها بمنح جميع الحقوق المشروعة للمسلمين في الصين. وبهذه المناسبة يطالب الاتحاد حكومات العالم الإسلامي بأن تقوم بواجبها نحو إخواننا المسلمين في الصين، من أجل الضغط على حكومة الصين، لإيقاف هذا المجازر وعدم تكرارها.
الفصل العاشر: بيان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة:
يستنكر المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، المجازر الأخيرة المؤسفة التي تعرض لها المسلمون في تركستان الشرقية بالصين، والتي راح ضحيتها ألف قتيل وجريح، وذلك بسبب أن مسلمي تركستان الشرقية قاموا بمظاهرات سلمية طالبوا فيها الحكومة الصينية بتحقيق مطالب عادلة، وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان؛ إذ إن مسلمي الصين يتعرضون إلى القمع والتمييز العنصري، وإنكارهم حقوقهم الدينية، والثقافية، وإغلاق دور العبادات (المساجد) للمسلمين، التي تصل على 20 ألف مسجد في هذا الإقليم المسلم.
ويطالب المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة المنظمات الأعضاء بالتحرك لدى حكومات دولهم بالضغط على حكومة الصين، لدمج مسلمي الصين في مجتماعاتهم، وإعطائهم حرية العبادات، والعيش في سلام وأمان.
بيان مكة المكرمة، بشأن مأساة المسلمين في تركستان الشرقية:يبلغ عدد المسلمين في تركستان الشرقية أكثر من ثلاثين مليون مسلم يتعرضون لاضطهاد مستمر منذ سنوات طويلة على يد الحكومية الصينية، ومن ذلك قهرهم والتنكيل بهم، والتمييز الظالم ضدهم، وسجن العلماء تصفية المؤسسات، والمظاهر الإسلامية، والعمل على تذويب هوية المسلمين، وتغيير التركيبة السكانية؛ ليصبح أهل تركستان الشرقية أقلية في بلادهم، وهم كثيرون، ويطالب الموقعون على هذا البيان تحقيق ما يلي:
(1) نصرة إخواننا المسلمين في الصين.
(2) على مسلمي تركستان، والمسلمين عامة أن يفطنوا لخطط الأعداء.
(3) الأمل في تحقيق المزيد من الجهد للوصول إلى حل.
(4) تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للصين في حال عدم الاستجابة لهم.